منتديات افلاك الحب

اهلا وسهلا بزوارنا الكرام نتمنى لكم قضاء اطيب الاوقات مع مواضيع منتدياتكم منتديات افلاك الحب ونامل لكم الفائدة منها

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات افلاك الحب

اهلا وسهلا بزوارنا الكرام نتمنى لكم قضاء اطيب الاوقات مع مواضيع منتدياتكم منتديات افلاك الحب ونامل لكم الفائدة منها

منتديات افلاك الحب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات افلاك الحب

تحميل , تنزيل , اغاني , برامج , مقاطع , فيديو , كليب , صور , موسيقى , لقطات , اخبار , منوع , ثقافة , ادب , شعر , علوم , طب , رياضة , سياسة , فن

اهلا سهلا بكل زوار واعضاء ومشرفي منتديات افلاك الحب نتمنى لكم الفائدة من مواضيع منتدياتنا
منتديات افلاك الحب تتمنى لكم الاستفادة من جميع مواضيع المنتدى
منتديات افلاك الحب منتدياتك نحو الافضل والاجمل مشاركتك معنا غايتنا وجزء من ما نسعى 
شارك معنا في دردشة افلاك الحب وشات افلاك الحب للدردشة الثابتة رايك يهمنا
كل عام والعراق والعرب بالف الف خير كل عام واجميع الاعضاء بالف الف خير

    القرآن بين التفسير الظاهري عند العلماء والتفسير الإشاري عند الصوفية

    افلاك الحب
    افلاك الحب
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    الاوسمةتاج المحبة
    الجنس : ذكر الأبراج الصينية : النمر
    عدد المساهمات : 336
    تقييم العضو : 0
    تاريخ الميلاد : 15/04/1986
    تاريخ التسجيل : 10/04/2010
    العمر : 38
    الموقع : بلاد العجائب والغرائب

    مميز القرآن بين التفسير الظاهري عند العلماء والتفسير الإشاري عند الصوفية

    مُساهمة من طرف افلاك الحب الأحد أبريل 18, 2010 6:04 pm

    [size=21]بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    القرآن بين التفسير الظاهري عند العلماء والتفسير الإشاري عند الصوفية

    إن القرآن كلام الله ، وكلام الله صفته النفسية ، والصفة تدل دلالة واضحة على الموصوف ، وكما أن الموصوف وهو الحق سبحانه لا تدرك حقيقته فكذلك صفته ..
    ولهذا وقفنا أمام كلام الله حائرين لا نجزم بتحديد مراميه ، ولا نقطع بأن ذلك التفسير عين مراد الحق منه ، لأن كلام الله القديم إنما يفسره المفسرون بلغتنا العربية المحدثة بناءاً على مدركات عقولهم البشرية .
    واللغة العربية من صنع المخلوق ، وكلام المخلوق محدود ، لأنه يعبر عن محدود ، ومحال أن يحيط بالتعبير صنع المخلوق المحدود عن كلام الله وصفته التي لا تحدها الحدود .
    ومن هنا كان القرآن حمالاً لوجوه عدة من المعاني ، وكان أمراً طبيعياً ما يتجدد فيه كل يوم من فهوم ، وستظل تلك المعاني تتجدد إلى ما شاء الله ، وسيبقى القرآن معها كما هو لا تبلى جدته ولا يكشف عن حقيقة مراده .
    وليس غريباً بعد ذلك أن يذهب المسلمون مذاهب شتى في تأويله ، فالمفسرون من علماء الشريعة يقفون عند ظاهر اللفظ ، وما دل عليه الكلام من الأمر والنهي والقصص والأخبار والتوحيد وغير ذلك .
    وأهل التحقيق أو الصوفية يقرون تفسيرهم هذا ويرونه الأصل الذي نزل فيه القرآن . ولكن لهم في كلام الله مع الأخذ بهذا التفسير الظاهري مذاقات لا يمكنهم إغفالها لأنها بمثابة واردات أو هواتف من الحق لهم .
    فلا ينبغي أن نقف القرآن على تفسير معين على أنه المراد ، فلا نقول كما يقول البعض : إن التفسير الظاهري وحده هو المقصود ، كما لا يرى أهل التحقيق أن تفسيرهم وحده هو المراد ، لأن القول بالتفسير الظاهري وحسب تحديد ( لكلام الله ) غير المحدود ، وإخضاع القرآن للغة التي مقياسها العقل المحدود ، والوقوف في تفسير كلام الله عند العقل المحدود عقال عن الانطلاق فيما وراه الغيوب ، وإغلاق الباب لمذاقات ليس العقل مجالها لأنها لا تخضع لمقاييسه وإنما تخضع لشيء آخر فوقه وتدرك بلطيفة أخرى سواه .
    إذن فهناك ما فوق العقل ألا وهو القلب .
    وليس المقصود بالقلب قطعة اللحم الصنوبري ، وإنما المراد به تلك اللطيفة النورانية الربانية .
    إنه القلب الذي لا تحده الحدود ، لأنه عرش استواء تجليات الرب على مملكة الجسم ، قال رب العزة في حديثه القدسي : ]ما وسعني سمائي ولا ارضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن[ (1) . وهو القلب الذي اختصه الله بالإسرار والذي يجب أن يستفتيه الإنسان إذا حار ، سأل وابصة ابن معبد رسول الله eعن البر و الإثم فقال e: ] يا وابصة استفت قلبك . البر ما اطمأنت اليه النفس ، واطمأن اليه القلب ، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك [ (2) . ذلك هو القلب المراد وله لغته ، كما أن للعقل لغته .
    وإذا كانت لغة العقل تدرك بالألفاظ ، ويعبر عنها بالكلمات فلغة القلب تدرك بالذوق ، لأنه لا يحيط بالتعبير عنها اللفظ .
    ولنقرب إلى الفهم ، فلغة القلب مثل التفاحة .. فلن يستطيع من أكلها وأحس حلاوتها أن يترجم باللفظ أو يعبر بالوصف لمن لم يأكلها قبل - عن طعمها ومذاقها .
    وهكذا لا تدرك لغة القلب بوصف أو بلفظ ، وإنما يدركها ذو قلب متذوق . ولذلك لا تحيط بالتعبير عن لغة القلب العبارة ، وإنما يعبر عنها بالإشارة .
    فالإشارة : ترجمان لما يقع في القلب من تجليات ومشاهد ، وتلويح لما يفيض به الله على صفوته وأحبابه من أسرار في كلام الله وكلام رسوله e.
    ومن هنا كانت مذاقات الصوفية وأهل التحقيق في قرآن الله الكريم وكلامه القديم ...
    وهم لا يرون أن تلك المذاقات وحدها هي المرادة ، وإنما يأخذونها إشارات من الله لهم بعد إقرار ما قاله أهل الظاهر من تفسير باعتباره أصل التشريع . وجلي بعد ذلك أنه لا مجال لمعترض ممن ينكر عليهم مذاقاتهم ، ويراها ميلاً بكلام الله عن مجراه ما داموا لا يأخذون بمذاقاتهم وحدها ، وإنما يأخذون بها مع إقرارهم لتفسير أهل الشرع . فلا يعنينا من ذي جدل أن يقول عن هذه الإشارات أنها إحالة لكلام الله U وتغيير لسياقه ومجراه ، لأن ذلك يصدق لو قالوا : إنه لا معنى للآية إلا هذا ، وهم لا يقولون ذلك بل يقرون الظواهر على ظواهرها ويفهمون عن الله ما أفهمهم .
    وذلك مصداق الحديث الشريف : ]لكل آية ظاهر وباطن وحد ومطلع [(3) ، فالباطن لا يعارض الظاهر ، والظاهر لا يعارض الباطن . وذلك النهج بعيد كل البعد عما نادى به ( الباطنية ) من الأخذ بباطن القرآن لا ظاهره ، وقصرهم معاني القرآن على ما ادعوه من تفسيراتهم دون غيره ، لأنهم بذلك لا يقرون الشريعة ويبطلون العمل بها . وهم لا يخضعون دعواهم للنص القرآني بل يخضعون النص القرآني لدعواهم .
    وهنا يزول ما التبس على البعض من أن مذاقات الصوفية في القرآن الكريم نزعة باطنية فبينهم وبينها آماد وأبعاد ، بل إنهم لبريئون منها ، ولينكرونها كل الإنكار ، وواضح ذلك من أنهم يأخذون بالباطن بعد الأخذ بالظاهر ، ويقرون الحقيقة بعد الأخذ بالشريعة . ويرون أن الحقيقة نفسها أساسها الشريعة ، فالفرق ثمة كبير ، والبون شاسع وعظيم .
    ولا مجال بعد هذا الإيضاح لإنكار من ينكر على الصوفية مذهبهم في الإشارات وما يختصهم الله به في كلامه وكلام رسوله eمن الأسرار والفيوضات .
    على أن تلك الإشارات أمر مشروع أقره الحديث المذكور آنفاً : ]لكل آية ظاهر وباطن وحد ومطلع [ ، فأربابها متبعون لا مبتدعون اختصهم الله بأسراره في آياته ليكونوا مصابيح الهدى في غسق الدجى كما أقره عمد الدين ، وذوو العلم من المؤلفين :
    قال سعد الدين [ التفتازاني ] في شرح العقائد النسفية : « وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها ومع ذلك فهي إشارات خفية إلى حقائق تنكشف لأرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان » وقال الشيخ زروق رضي الله تعالى عنه : « نَظَرُ الصوفي أخص من نظر المفسر وصاحب فقه الحديث » ، لأن كلاً منهما يعتبر الحكم والمعنى ليس إلا وهو يزيد بطلب الإشارة بعد إثبات ما أثبتناه .
    فإذا دار المفسرون في حدود اللفظ القرآني ، واستنبط منه الفقهاء ما استنبطوا من أحكام فلأولي الألباب وذوي البصائر فيه بعد ذلك من الأسرار والحقائق ما لا ينكشف لسواهم ولا يدركه غيرهم . وذلك لتجدد واردات الحق عليهم ، ودوام تنـزل الفيوضات على قلوبهم لأنهم أهله ومحبوه .
    ثم إن فيض الله المتجدد في كلامه لهم لمما يزيد في كمال إعجاز القرآن ويؤكد أن إعجازه أسمى من أن يكون في فصاحة لفظه وقوة أسره وبلاغة أسلوبه ، وإنما إعجازه فوق ذلك في أسراره ومعانيه ومراده ومراميه . وأهل الله أولى الناس بتفهم مراده ومعرفة مرامي كلامه ومن ثم كان ما ينكشف لهم في كلام الله من أسرار بمثابة إشارات لهم-وحدهم ، لأن الإشارة لغة المحب مع المحبوب ، والإشارة بعد ذلك تلويح للمراد لا إفصاح عنه لعدم قدرة الألفاظ على تحمل المراد ، لأن العبارة تحدد ما يشيرون اليه ، وما يشيرون اليه إنما يكون عن مشاهدة ، وما يشاهدونه ليس بمحدود إذ هو من عالم الغيوب ، فلا اللفظ قادر على تحديد المراد ، ولا قابليات العقول تطيق ذلك . ومن ثم سميت مذاقاتهم في القرآن إشارات ولم تسم تفسيراً .
    وقد تحلى القرآن الكريم بمثل تلك الإشارات من رموز الحواميم وألم وطسم الخ ، وهي إشارات بين الحق ورسوله eأو ( شفرات ) – بالتعبير الحديث – بين المحبوب وحبيبه ولا يعرف حلها إلا من لديه مفتاحها . ومفتاح تلك ( الشفرات ) وفهم تلك الإشارات في حوزة من لديه الفهم لمراد المشير ، وهم بعد الرسول eورثته من العلماء بالله وأوليائه . نقل عن الصالحين أن الله تعالى لما أنزل على سيد العالمين eقوله تعالى : ]كهيعص[(4) ، قال جبريل u : (ك) قال النبي e: عرفت . قال جبريل u : (هـ) قال : - اللهم صل عليه وآله – عرفت ، قال جبريل (ي) قال : عرفت ، قال جبريل : u قال عرفت ، قال جبريل u قال النبي e: عرفت ، قال جبريل : عرفت وأنا لم أعرف سبحان من أعطاك .
    ومن هنا فهم أبو بكر الصديق t وحده مقالة الرسول eحين نظر إليه وقال : ]أتذكر يوم لا يوم ؟[ فقال نعم ، ولم يفهمها غيره من الصحابة الحاضرين .
    ولما سئل الصديق t عن ذلك قال : « إنه يوم الميثاق » .
    ولا عجب فيما ينكشف لأرباب الإشارات من فيوض في قرآن الله أو حديث رسوله e، فما زال المفسرون يتجدد لهم في كلام الله كل يوم معان لم تسبق ، لا ينكرها الناس بل إليها يستريحون ، ففيم الإنكار على أرباب الإشارات وهم عن الله مشاهدون ، ولهم منازلات ومقامات فيتكلمون بما يشاهدون في منازلاتهم وينطقون عما يرون في مقاماتهم ؟
    أجل معذور من ينكر عليهم ، لأنه لم يذق ما ذاقوا ، فلو ذاق لعرف وينبغي ألا يغيب عنه أن تلك الإشارات بمثابة اصطلاح يفهمه أهل التحقيق ولا يجدر أن يعارضهم في اصطلاحهم اصطلاح جماعة أخرى مادام لكلٍ اصطلاحه .
    فالحق أن كلام الله : نور يرسل إلى القلوب وهي أوعية يتلون ذلك النور بلونها ... وكلٌ يرسل بتفسيره شعاعاً حسب استعداده وقابليته وما استودع فيه .
    على أن أهل التحقيق لا يدّعون أنه محال على غيرهم ما يفاض به عليهم ، ولكنهم يعتقدون أن كل إنسان لديه الاستعداد لما عندهم غير أنهم فتحوا عيون قلوبهم ، فاطلعوا على ما اطلعوا من أسرار ، وغيرهم فتحوا نوافذ تفكيرهم فوقعوا في الحيرة والوهم ، وقاسوا بعقولهم مذاقات تلك القلوب فأنكروها ، ولو أنهم فتحوا عيون قلوبهم كأهل الله لكان أمراً عادياً ما استغربوه بل لاعتقدوا اعتقاداً جازماً ما أنكروه .
    فليعي كل ذي لب قدر هؤلاء الصفوة من أهل التحقيق ، وليدرك أنهم ملهمون إن نطقوا ، فلا ينطقون بأنفسهم وإن أشاروا فمحرك الإشارة فيهم مولاهم . وارجع إلى الصدر الأول من عصر المسلمين الزاهر تجد أن من أئمة هؤلاء الملهمين سيدنا عمر بن الخطاب t والذي قال فيه رسول الله e: ]إن من أمتي مكلمين ومحدثين وإن عمر منهم [(5).
    ومنهم الإمام علي بن أبي طالب الذي أشار إلى صدره بعد أن تأوه مرتين ثم قال : ( إن ها هنا علوماً جمة لو وجدت لها حملة !!! ) .
    ويروى عنه أنه قال : ( لو شئت لأوقرت من تفسير الفاتحة سبعين بعيراً ) أولئك هم علماء الله بحق ، الذين عناهم رسول الله eبقوله : ] إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله تعالى فإذا نطقوا به لا ينكره إلا أهل الغرة بالله U[(6).
    ذلك نزر يسير مما عليه أهل الإشارات من مكانة ، وقدر ضئيل مما شرفهم الله به من منـزلة ، ونستطيع بعد ذلك أن نعرض من مميزات وخصائص علم الإشارة ما يأتي :
    أولاً : علم الإشارة لا ينظر إلى قصص الأنبياء في القرآن الكريم على أنها قصص قد انتهت بأنتهاء أممهم ، وأن تلاوتها الآن للعظة والاعتبار فحسب ، وإنما يرون مع ذلك أن الخطاب بها ما زال قائماً يوجه الإنسان في كل عصر وأوان باعتبار مملكة الله الصغرى التي انطوى فيها العالم كله ، فمثلاً يرمزون لموسى بالقلب أو الروح وإلى فرعون بالنفس .
    وبذلك يكون القرآن في حالة تجدد نزول لم ينته الخطاب بانتهاء زمانه باعتبار كلام الله وصفته القائمة بذاته ، وتظل بذلك صفة الكلام الإلهي قائمة غير معطلة لم تنته بنـزول الكتب السماوية فما زال الحق I متكلماً أبداً .
    ثانياً : علم الإشارة يكشف عن صدق أهله مع ربهم وأمانتهم عند الحديث عن كلامه ، فكل ما قاله القرآن وما تناولته ألفاظه من أداء هو في مذهبهم حقيقة لايعرفون مجازاً ولا يلجئون إلى كناية ، لأنهم بما شاهدوا وذاقوا يدركون هذه الحقائق . ولما كانت تلك مواجيد وأذواق لا يمكن نقلها إلى الغير بعبارة رمزوا لها و أشاروا ، ومن هنا أنكر عليهم من أنكر ، أما من شاهد مثلهم فقد عرف ما عرفوا ، بل ربما تجدد له من ذلك مشهد أو حقيقة أو مذاق .
    وهكذا نرى أن أهل الله أمناء على كلامه ، دفعتهم غيرتهم على محبوبهم ، وعظيم احترامهم لجنابه ، وإكبارهم لكلامه ألا يميلوا عن منطوق ألفاظه إلى مجاز أوكناية خشية البعد عن مراده .
    ولِمَ اللجوء إلى المجاز ما دام للحقيقة عندهم مخلص ؟ فهم لا يرون في قوله I : ]وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ[ (7) ، إن السؤال لأهلها فحسب بتقدير مضاف كما قيل أي واسأل أهل القرية ، وإنما السؤال للقرية بكل ما فيها ومن فيها ما داموا يشاهدون تسبيح الجماد ونطق الحيوان .
    واقرأ إن شئت قوله تعالى : ]وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [(Cool ، وقوله : ]يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ[ (9) ، وقوله في حق السماء والأرض : ]قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ[(10) ... إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث . وعلى ذلك فلا يكون سؤال القرية قاصراً على أهلها ، لأنه سؤال لما فيها ومن فيها .
    والمخاطب ذلك لو كانت لديه الخصوصية لخاطب القرية بكل ما تحتويه من كائنات
    وثمة مثال ثان : فهم لا يعترفون بأن كلمة في القرآن وضعت مكان كلمة أخرى أو بمعناها ، ففي قوله Y : ]وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ [(11) لا يرون أن ( عن ) بمعنى ( من ) تمشياً مع إنابة حروف الجر بعضها عن بعض ، وإنما ينظرون إلى منطوق اللفظ نفسه وهو ( عن ) ففي اللغة تفيد معنىالمجاوزة ويكون المراد – والله أعلم – أن الحق يقبل التوبة متجاوزاً عن عباده في توبتهم لعدم خلوصها رحمة منه بهم ، وذلك المعنى لا شك أبلغ وأفصح .
    على أن مذهب أهل الإشارات : حلاً لكل العقد ، وحسماً للخلافات ، وزوالاً للشبه والريب من مسائل الكسب والاكتساب والجبر والاختيار والنعيم والعذاب للجسم أو للروح الخ ...
    كل هذا وغيره من خلافات أهل علم الكلام والعقائد لا ظل له عندهم ، لأنهم أطلعوا على سر الله في أقضيته ومقداراته وتحققوا بذلك فاستراحوا وملأت قلوبهم السكينة وأفئدتهم الطمأنينة فاستشعروا في حياتهم من السعادة مالم يذقه غيرهم . ذلك لأنهم فتحوا عيون قلوبهم ولم يقيسوا بعقولهم ، لأن العقل مجاله محدود لا يكشف مهما كانت قدرته عما وراء الغيوب وإلا فيم يعلل العقل رؤية نبينا eلموسى u مرتين في قصة الإسراء والمعراج ، مرة في بيت المقدس وهو يصلي وراءه وأخرى في السماء وهو يراجعه في أمر الصلاة مع أن موسى لم يترك قبره ولم يفارق مثواه . والعقل يحار أيضاً أمام حديث سجود الشمس تحت العرش كل يوم وأنها لا تطلع حتى يؤذن لها بالطلوع مع أنها لا تغيب عن الكون لحظة . وشبه ذلك كثير من الأمثلة .
    هذا وفي سوق الواقعة الآتية ما يجعلك تلمس أن أهل التحقيق هم الذين يفهمون عن الله ورسوله eما لا يفهمه غيرهم ، وأن من رحمة الله بعباده أن يكونوا بينهم ، وإليك الواقعة :
    اشتكى رجل مرضاً حار فيه نطس الاطباء فرأى رسول الله eيرشده إلى أن يأخذ من ثمرة شجرة ( لا و لا ) ويستعملها ففيها شفاؤه .
    وحار الرجل في تفسير رؤياه ، وحار معه في حل رمزها علماء العصر ، حتى شاء الله له الخير فالتقى برجل من أهل التحقيق فأجابه على الفور : أمرك يسير . علاجك في شجرة الزيتون فهي التي يقول الله فيها : ]لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ [(12).
    تلك أيها القارئ ومضة خاطفة من قبس أنوار أهل التحقيق ومكانتهم عند ربهم وجولة سريعة في علم الإشارات ومذهب أهله عرضناه عليك (13).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
    الهوامــش
    [1] - جامع العلوم والحكم ج: 1 ص: 365 .
    2 - مسند أبي يعلى ج: 3 ص: 162 برقم 1587 ، انظر فهرس الأحاديث .
    3 - فيض القدير ج: 2 ص: 395 .
    4 - مريم : 1 .
    5 - ورد في تأويل مختلف الحديث ج 1 ص 162 بصيغة : إن لكل أمة محدثين أو مروعين ، فإن يكن في هذه الأمة أحد منهم فهو عمر .
    6 - الترغيب والترهيب ج: 1 ص: 58 .
    7 - يوسف : 82 .
    8 - الإسراء : 44 .
    9 - سبأ : 10 .
    10 - فصلت : 11 .
    11 - الشورى : 25 .
    12 - النور : 35 .
    13 - الإمام القشيري – تفسير لطائف الإشارات – ج 1 ص 3 – 9 ( بتصرف ) .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
    المصدر : السيد الشيخ محمد الكسنزان الحسيني - موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان – ج 18 .
    [/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 5:39 pm